المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) |
||
بيروت في 22 تشرين الثاني 2005 لقاء الدكتور سمير جعجع
توسيع هامش التشاور لتأمين الحقوق المشروعة انطلاقاً من إيمان المنظمة بأهمية الحوار البنّاء الذي من شأنه إرساء الأسس الصحيحة للعلاقات فيما بين الشعوب وانسجاماً مع المبادئ الحقوقية والإنسانية التي تعتنقها، وفي إطار التمهيد لإقامة حوار لبناني فلسطيني يهدف لإيجاد حلول ناجعة للمشكلات العالقة بين الطرفين، بما يخدم المصلحة اللبنانية الفلسطينية المشتركة، وفي أعقاب اللقاء الفلسطيني الموسع الذي تم عقده بغية المساهمة في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، تقوم المنظمة بتنفيذ سلسلة من الزيارات تشمل العديد من الشخصيات والفعاليات اللبنانية والفلسطينية للوقوف على تصوراتهم للأسلوب الأمثل لكيفية إجراء الحوار ولاستمزاج آرائهم حول العديد من النقاط التي ترى المنظمة ضرورة إدراجها في أي حوار مستقبلي، وقد أتى اللقاء مع الدكتور سمير جعجع في هذا السياق والذي كان قد سبقه إشارات إيجابية من الدكتور جعجع خلّفت ارتياحاً في أوساط الشارع الفلسطيني. جرى في اللقاء تناول العديد من القضايا والمسائل، فتمت مناقشتها بالعمق لا سيما تلك المتعلقة بالحقوق الإنسانية للفلسطينيين في لبنان والمأساة التي يعيشونها نتيجة حرمانهم من هذه الحقوق، وقد لمسنا تفهماً لأهمية قيام الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين. كما تم التطرق لأهمية وجود مرجعية فلسطينية تعمل على تنظيم العلاقة مع الدولة اللبنانية بما يحقق المصلحة المشتركة، وقد لمسنا إصراراً من قبل الدكتور جعجع على ضرورة فتح سفارة فلسطينية في لبنان يكون من ضمن مهامها رعاية مصالح الفلسطينيين في لبنان والتنسيق مع الدولة اللبنانية. من جهتنا أوضحنا بأنّ اللاجئين الفلسطينيين يعتبرون (م.ت.ف) هي الجهة التي تمثلهم في حين أنّ السلطة الوطنية إنّما تمثل فلسطينيي الضفة وقطاع غزة وبالتالي فإنّ إنشاء السفارة يعتبر خطوة جيدة مستقبلية وضرورية في الوقت الذي تصبح فيه السلطة دولة تمثل كل الفلسطينيين الذين يملكون حق المشاركة في تقرير المصير وفي اختيار ممثليهم من خلال انتخابات ديمقراطية. كما بيّنا أنّ ما تردد في الآونة الأخيرة من تصريحات تدعو إلى إعطاء الفلسطينيين جوازات سفر صادرة عن السلطة الفلسطينية تحولهم إلى جالية في لبنان من شأنه أن يخلق جواً من التوجس لدى شريحة واسعة من الفلسطينيين سيما وأنّ هنالك نوعاً من الجوازات لا يُخوّل حاملها العودة إلى فلسطين مع ما يصاحب ذلك من مخاوف التهجير، مؤكدين في هذا المقام تمسك اللاجئين بحق العودة وضرورة الحفاظ على جوهر القرار 194 ضمن أي حلول مستقبلية. أيضاً من المواضيع الشائكة التي تم التطرق إليها كان موضوع السلاح حيث أكدنا على أنّ السيادة هي للدولة اللبنانية على أراضيها في حين أنّ الأمن والاستقرار للاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم وقد شددنا على أهمية شعور الفلسطيني بالأمان في لبنان، وقتئذ لا يعود هناك من ضرورة لوجود السلاح. على أثر الزيارة برزت العديد من ردات الفعل والتي تراوحت ما بين مرحب بهذه الخطوة باعتبارها إنجازاً، ومتحفظ عليها إضافةً إلى بعض المواقف الحادة والرافضة لمثل هذه الزيارة، رافقتها مهاترات واتهامات وصلت حدود التخوين.
يهمُنا في المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) التأكيد على أنّ كل
نشاط نقوم به أو موقف نعبر عنه إنّما ينبع من قناعات راسخة لدينا بعيداً
عن أي غايات أو مآرب سياسية، وبالتالي فإنّ لغة التخوين الناجمة عن
الأحكام المتسرعة التي أطلقها البعض تجاهنا ليست الأسلوب السليم
للتعبير عن الرأي، وفي هذا المقام تدعو المنظمة كل المعترضين على هذه
الزيارة للاحتكام إلى لغة العقل والركون إلى منطق الحوار في مقاربة
الأمور، واضعين نصب أعينهم مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني في أي موقف يتم
اتخاذه. المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) |